لقد أنزل الله تعالى كتابه عظة وعبرة للناس من الجن والإنس ، ولقد ذكر الله تعالى في كتابه قصصاً وأخباراً من أخبار الأولين وذلك لأجل أن نتعظ بها ونعتبر}كُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ{،} كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً{.
ولقد نوّع الله تعالى هذه القصص لأجل أن تتنوع منها العبر والعظات ، فتارة يذكر الله تعالى نصرته لنبي من الأنبياء ، وتارة يذكر الله تعالى بلاءً حل بأحد الأنبياء ، } لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا{، وتارة يذكر الله تعالى عقابه بعدد من الأمم حتى إذا أخذهم، أخذهم أخذ عزيز مقتدر ،وتارة ربما لا يذكر الله تعالى حال أمة ، ولا يذكر حال نبي ، إنما يذكر حال واحد من الطغاة الذين حكموا في التاريخ ، والذين كان لهم شيء من التسلط والظهور بين الناس ، وكم وعظ وذُكِّر لأجل أن يعتبر ويتعظ لكنه لم يَتَنَبَّه إلى ذلك .
ولقد بيّن الله تعالى في كتابه أنه لولا نزول القرآن على رسولنا صلى الله عليه وسلم لم نكن لنعلم بهذه العبر والعظات ، ولم نكن نعلم بهذه الأنباء والقصص، ألم تسمع إلى قول الله جل وعلا لما ذكر قصة موسى عليه السلام قال سبحانه وتعالى: }وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيّ إِذْ قضينا إِلَىَ مُوسَى الأمْرَ وَمَا كنتَ مِنَ الشّاهِدِينَ {، وكأن الله تعالى يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام لن تصل إلى خبر موسى ولن تعرف قصة موسى ولا أحوال دعوة موسى ، لولا أننا ذكرنا لك ذلك في القرآن .
ولما ذكر الله تعالى قصة مريم عليها السلام قال سبحانه وتعالى } ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ {ثم قال الله}وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ { والمعنى أنه لولم ننزل عليك الآيات لما علمت ولا شيئاً من الخبر عن حال مريموقومها .
ولما ذكر الله تعالى قصة يوسف عليه السلام قال الله جل وعلا} : ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ {ثم قال الله} : وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُون{ يعني لما اجتمع إخوة يوسف عليه السلام ، وكادوا له لأجل إلقاءه في لجة ذلك الجب .
أيها المسلمون... إن الذي ينظر في كتاب الله تعالى يجد أن العبر والعظات تتنوع ، لذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينظر في القرآن ويُذكر أصحابه به ، وربما استشهد أحياناً بحال من ذكرهم الله تعالى في القرآن .
نحن اليوم خلال نقف على حال طاغية من الطغاة ، وما أكثر الطغاة في التاريخ ، وما أشدّ ما لاقى أقوامهم منهم ،لكن ربنا جل وعلا اختار من هؤلاء الطغاة على كثرتهم من يكون في ذكره عظة وعبرة لأمتنا ، وإلا فالطغاة كثر ، والصالحون أيضاً كثر ، والأنبياء كثر في الأمم السابقة ، لكن ربنا جل وعلا اختار لنا من يكون لنا فيه عبرة وعظة . ذلك الطاغية أتاه الله تعالى شيئاً من الملك و كَثْرة من المال وقوة في جسده وظهوراً في قومه وذكاءً في عقله ، وجعل الله تعالى له سيطرة على الناس ، لكنه لم يستثمرها في طاعة الله تعالى ، بل أخذ يكيد للدعاة الذين في عصره، وأخذ يضّيق عليهم ، وإذا ظهر نبي من الأنبياء أو أحد الدعاة بدأ يكيد له ، بل ربما اتهمه في عرضه ، وفي شرفه لأجل أن يصرف الناس عنه ، تعالوا اليوم نتكلم خلال هذه الدقائق عن الذي قال الله تعالى فيه } : فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ { أين حاشيته؟ أين وزراؤه؟ أين حرسه؟ أين الذين يديرون أمواله؟ أين الذين يحملون مفاتيح كنوزه؟ كل هؤلاء لم يكن أحد يستطيع أن ينصره ، بل هم أول من يتخلى عنه ويهرب عنه . نتكلم اليوم كيف خسف الله تعالى به بل وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين
免費玩أحفاد قارون - محمد العريفي APP玩免費
免費玩أحفاد قارون - محمد العريفي App
熱門國家 | 系統支援 | 版本 | 費用 | APP評分 | 上架日期 | 更新日期 |
---|---|---|---|---|---|---|
未知 | Android Google Play | 1.0 App下載 | 免費 | 1970-01-01 | 2015-04-19 |